القائمة الرئيسية

الصفحات

سؤال وجواب : لماذا اصبح عدد الاصابات بفيروس كورونا بالألاف يوميا ؟


سؤال وجواب : لماذا اصبح عدد الاصابات بفيروس كورونا بالألاف يوميا ؟ 

سؤال : كيف واجه المغرب فيروس كورونا في الاشهر الاولى ؟ وما سبب ارتفاع عدد الاصابات مؤخرا ؟

سؤال وجواب
سؤال وجواب


جواب :

هذا السؤال يتبادر في دهن كل المتتبعين المغاربة والكل يبحث عن إجابة ، لأن الوضع اصبح كارتي بكل ما تحمله الكلمة من معنى و قبل ان نجيب عن هذا السؤال يجب ان نعرف كيف تعامل المغرب مع فيروس كورونا في اولى ايام انتشاره ، وما سبب انفجار الوضع وفقدان السيطرة على الجائحة.

 لا يختلف اثنان على ان المغرب تمكن في الاشهر الاولى لانتشار الفيروس من السيطرة على الفيروس وكان متحكما فيه الى حد كبير وخير دليل على ذلك هو عدد الاصابات والوفايات القليل جدا مقارنة بدول اخرى. يرجع ذلك للاجراءات الاستباقية للحكومة تمت محاصرة الفيروس وتضييق الخناق عليه وعرقلة انتشاره بشكل واسع وهو ما خلف نسبة اصابات قليلة وكان الجميع يقول ويعتقد ان المغرب انتصر على الفيروس وبات زواله قريبا. 

 تم رفع الحجر الصحي عن اغلب مدن المغرب ما عدا المدن التي تشهد اصابات ، وتم فتح المقاهي وغالبية المرافق العمومية وتم رفع القيود عن وسائل النقل واصبحت تنقل الناس من مدن لأخرى رغم ان الفيروس لا يزال منتشرا. رفع القيود جعل المغرب يسجل عدد اصابات اكبر مما كان يسجل من قبل وبدى ان الامور ستسوء اكثر وذلك ما حدث، بعدما كان عدد الاصابات من 100 الى 200 حالة وحتى 300 حالة يوميا ، اصبح العدد يلامس 600 اصابة واكثر مع ظهور بؤر جديدة.

 كانت هذه الاعداد كافية للحكومة لكي تعيد فرض الحجر الصحي لكي تسيطر على الفيروس ولكنها اضطرت للتفضيل بين انقاد الوضع الصحي أو انقاد الوضع الاقتصادي، وفي الاخير اختارت ان تنعش الاقتصاد المنهك من الازمة عبر دعم السياحة الداخلية ، ولكن كان لهذا عواقب وخيمة جدا، وتسبب في ازدياد رقعة انتشار الفيروس.

سؤال :  كيف ساهم عيد الاضحى في تأزيم الوضع الصحي وانتشار الوباء؟

جواب :

 اقترب عيد الاضحى والمغرب في صراع مع الجائحة وبقي السؤال التالي يدور في ادهان كل المغاربة " كيف ستتعامل الحكومة مع هذا العيد؟  و هل سيتم الغاء العيد بدواعي صحية ام لا؟ من المعروف ان عيد الأضحى في المغرب له طقوس وعادات مميزة ومن المعروف ان عدد كبير من ساكنة القرى يعملون في المدن الكبرى، وفي هذه المناسبة الكل يعودون لبيوتهم والى أحضان عائلاتهم وهذه هي المعضلة الكبرى، لأن انتقال المواطنين في هذه الظرفية بشكل كبير من مدن لأخرى سيترتب عنه انتشارا أوسع وأكبر للفيروس وسيؤدي هذا لكارثة كبرى. 

 ورغم ذلك فقد سمحت الحكومة للمواطنين بالسفر من مدن لمدن اخرى للإحتفال بهذا العيد ولكنها اوقفت هذا التنقل قبل أيام قليلة قبله وهو ما سبب سخطا عارما ونتج عنه ازدحام كبير في كل الطرقات وعلى ارصفة المحطات الطرقية. مر العيد سريعا وانفجرت بعده اعداد اصابات غير اعتيادية، فالمغرب اصبح يسجل يوميا اكثر من الف حالة اصابة يوميا وتوسعت رقعة انتشار الفيروس لكي تشمل جل مدن المملكة سواء الصغيرة او الكبيرة وظهر الفيروس لأول مرة في مناطق لم يظهر فيها من قبل، وهذا كان متوقعا بشكل كبير لأن حركة التنقل قبيل عيد الاضحى كانت كبيرة جدا وهو ما ساهم في نقل الفيروس من مدينة لأخرى لنصبح امام وضع صحي خطير وندخل لمنعرج الموت.

 كان الاجدر أن يتم إلغاء العيد لأن الوضعيتين الاقتصادية وحتى الصحية غير مناسبة ولو ثم ذلك لكان المغرب تجنب هذا العدد الكبير من الاصابات وما كان ليدخل الى هذا النفق المظلم والذي لا نعرف نهايته و بأي شكل ستكون. هناك من يرى ان فرض الحجر الصحي اصبح ضرورة ملحة وهناك من يرى عكس ذلك ولكن بين هذا وذاك على الحكومة ان تجد حلا توافقيا لإنقاد الوضعين الاقتصادي والصحي على حد سواء.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات